الانزلاق الغضروفي.. 90% من المرضى يتحسنون دون تدخل جراحي
الانزلاق الغضروفي.. 90% من المرضى يتحسنون دون تدخل جراحي
الخطة العلاجية تبدأ بالراحة والعلاج الطبيعي
د. ياسر محمد البحيري
تطرقنا الاسبوع قبل الماضي الى الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وذكرنا ما هو الانزلاق الغضروفي في الرقبة وما أسباب حدوث الانزلاق الغضروفي في الرقبة ثم تحدثنا عن الأعراض والتشخيص. وفي هذا العدد نتطرق الى العلاج التحفظي غير الجراحي حيث انه عادة ما يبدأ علاج الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية بالخطة العلاجية التحفظية غير الجراحية والتي تتكون من عدة خطوات كما يلي:
1- أخذ قسط من الراحة خصوصاً عند منطقة الرقبة وذلك بتجنب المجهود الذي يؤدي إلى الضغط على الرقبة ويؤدي إلى ثنيها لفترات طويلة مثل الكتابة والقراءة واستخدام الحاسب الآلي لفترات طويلة واستخدام الهاتف لفترات طويلة وغير ذلك.
2- أخذ الأدوية المضادة لالتهابات العضلات والمفاصل والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة للآلام حسب اللزوم. أيضاً يمكن استخدام المراهم الموضعية الدافئة والكمادات الدافئة.
3- استخدام طوق طبي لفترة محدودة بهدف تقليل الحركة في منطقة الرقبة وتقليل التهيج حول العصب الذي تم الضغط عليه من قبل الغضروف المنزلق.
4- عمل جلسات علاج طبيعي بهدف إزالة الألم وأيضاً محاولة إرخاء العضلات المشدودة ومحاولة إزالة الالتهاب في منطقة الغضروف المريض وبعد ذلك يتم عمل تمرينات تقوية لعضلات الرقبة.
5- أخذ جرعات كافية من فيتامين “ب” المركب الذي هو عبارة عن غذاء العصب ويساعد على تقوية العصب ومقاومة الالتهاب الناتج عن ضغط الغضروف عليه.
6- استخدام الوسادة الطبية التي تناسب المريض ويرتاح لها وتساعد على إزالة الآلام والتخفيف من حدتها.
7- الحرص على الجلوس والوقوف بطريقة مستقيمة بحيث يكون الرأس والرقبة مستقيمين ومتمركزين فوق الجذع والظهر ولا يكونان مائلين إلى الأمام كما يفعل الكثير من الناس.
وبفضل الله فإن الغالبية العظمى من المرضى المصابين بالانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية يستجيبون للخطة العلاجية التحفظية التي ذكرناها بنسبة تفوق التسعين في المئة. وقد تستغرق هذه الخطة العلاجية بضعة أسابيع أو بضعة أشهر ويجب على المريض الصبر والتأكد من التمسك والالتزام بالنصائح الطبية وعمل جلسات العلاج الطبيعي وعمل التمرينات والنصائح لتجنب الإجهاد على منطقة الرقبة. كما أنه قد يلزم أخذ الأدوية بجرعات مختلفة ولفترات مختلفة كلما شعر المريض بالآلام. وفي الغالبية العظمى من المرضى تتحسن الحالة مع مرور الوقت. وأهم مؤشر لنجاح الخطة العلاجات التحفظية هو أن تتحسن حالة المريض مع مرور الوقت ولا تزداد سوءاً. وإذا ما زادت الحالة المرضية سوءاً أو شعر المريض بزيادة في الآلام أو بزيادة في الضعف فإن هذا دليل على عدم فعالية الخطة التحفظية وأنه يجب الانتقال إلى خطة أخرى وعدم الاستمرار في العلاج التحفظي مع حدوث تدهور في الحالة. وهنا يجب التنبيه إلى أن بعض المرضى وهم فئة قليلة يستمرون في محاولة الشفاء عن طريق العلاج التحفظي على الرغم من وجود تدهور في حالتهم وهو شيء غير محمود لأنه يؤدي إلى ازدياد تدهور وتفاقم الحالة سوءاً وإلى أن تؤدي هذه الخطة التحفظية إلى نتائج غير محمودة نتيجة زيادة الانزلاق الغضروفي وزيادة الآلام وزيادة الضغط على الأعصاب لا سمح الله.
التدخل الجراحي؟
يصبح التدخل الجراحي ضرورياً عند فشل العلاج التحفظي أو في حال تدهورت الحالة المرضية أو إذا ما كانت حالة المريض من البداية شديدة ويوجد ضغط شديد على الأعصاب وضعف في الأعصاب وفي الأطراف وخطورة زيادة الضعف وتطوره ليصبح شللاً لا سمح الله. في هذه الحالات يجب على الطبيب وعلى المريض مناقشة التدخل الجراحي ليتم رفع الضغط عن الأعصاب وتفادي هذا التطور لا سمح الله. والعلاج الجراحي يتكون من أكثر من نوع من العمليات الجراحية حسب شدة الضغط ومكان الضغط ومدى تأثر الأعصاب. ولكن جميع هذه العمليات الجراحية تتكون من رفع الضغط عن العصب وتثبيت للمنطقة المريضة. ومع التطور في مجال التخدير ومجال الجراحة فإن هذه العمليات جميعها أصبحت روتينية وذات نسبة نجاح عالية تفوق التسعين في المئة بإذن الله. ومثلها مثل أي عملية جراحية أخرى فإن هناك مضاعفات محتملة ولكن يتم قبل إجراء الجراحة وأثنائها أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه المضاعفات بإذن الله.
استئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق التدخل الجراحي؟
وهذه هي العملية الأكثر شيوعاً لاستئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وتتم من خلال جرح عرضي في الناحية اليمنى أو في الناحية اليسرى من الرقبة حسب مكان الغضروف المنزلق وهذا الجرح يبلغ حوالي سبعة إلى ثمانية سنتيمترات تتم من خلاله عملية كشف موقع الفقرات التي يقع بينها الغضروف المريض وتتم إزالة الغضروف المريض وإزالة الضغط من على العصب أو النخاع الشوكي وبعد ذلك يتم وضع قفص طبي صغير مصنوع من مادة التيتانيوم الطبية أو غيرها من المواد الطبية ويتم حشوه بطعم عظمي صناعي ويتم وضعه بين الفقرتين في مكان الغضروف الذي تم استئصاله وإزالته. وفي بعض الحالات يتم اللجوء أيضاً إلى استخدام شريحة معدنية طبية فائقة الجودة لتثبيت الفقرتين اللتين تمت إزالة الغضروف من بينهما. بعد ذلك يتم قفل الجرح وخياطته باستخدام خياطة تجميلية ويلبس المريض طوقاً طبياً لمدة أربعة إلى ستة أسابيع وبعد ذلك تبدأ مرحلة العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الرقبة. وهذه العملية ناجحة في أغلب الحالات بإذن الله لأنها تزيل الضغط على العصب فوراً وعندما يستيقظ المريض أو المريضة من البنج فإن الآلام المبرحة التي تشبه سيخ نار أو سيخ كهرباء في اليد والذراع تختفي بإذن الله تعالى. وعلى الرغم من أن هذه العملية تستدعي دمج للفقرتين اللتين يقع بينهما الغضروف المنزلق مما يؤدي لانعدام الحركة بينهما إلا أنها لا تؤثر على وظيفة العنق ولا تؤثر على حركة الرقبة بشكل ملحوظ ولا تؤثر على أية أنشطة يقوم بها المريض فيما بعد. وفي بعض الحالات التي تستدعي استئصال انزلاق غضروفي في أكثر من فقرة وعندما يرغب المريض أو المريضة بالاحتفاظ بحركة العنق بشكل كامل وخصوصاً إذا ما كانوا صغاراً في السن فإنه يتم اللجوء إلى استخدام الغضروف الصناعي في الرقبة وهو عبارة عن قطعتين معدنيتين يتم وضعهما مكان الغضروف المنزلق الذي تمت إزالته بين الفقرتين بدلاً من القفص الذي ذكرناه سابقاً بحيث ان هاتين القطعتين توفران حركة بين الفقرتين اللتين تمت إزالة الغضروف من بينهما. وهذه التقنية تسمى عملية الغضروف الصناعي في الرقبة وهو فعلياً ليس غضروفا وإنما أجزاء معدنية ولكن توفر حركة بين الفقرتين. وهذه الأجزاء المعدنية باهظة الثمن نسبياً وكما ذكرنا سابقاً في الغالبية العظمى من المرضى لا نحتاج لاستخدامها نظراً لأن عملية الدمج لا تؤدي إلى فقدان أي وظيفة من الرقبة. أما في حالة رغب المريض في الغضروف الصناعي فإنه يمكن وضعه بدلاً من القفص الذي ذكرناه سابقاً.
التدخل الجراحي عن طريق الناحية الخلفية من العنق؟
وهذه الطريقة تستخدم في بعض الحالات التي يكون فيها الانزلاق الغضروفي ليس شديداً ويكون فيها التقوس في الرقبة طبيعياً ويكون الانزلاق الغضروفي في أكثر من مكان ويكون الضغط على النخاع الشوكي. وفي هذه الحالة بدلاً من عمل أكثر من استئصال للغضاريف من الناحية الأمامية فإنه يتم عمل الجراحة من الناحية الخلفية وذلك عن طريق إزالة الجزء الخلفي من منطقة الفقرات ورفع الضغط على النخاع الشوكي وبعد ذلك يتم تثبيت هذه الفقرات التي تمت إزالة الأجزاء الخلفية منها باستخدام شرائح وبراغي طبية. وهذه العملية ممتازة في الفئة من المرضى كبار السن والذين لديهم تضيق في أكثر من فقرة وضغط وآثار اعتلال في النخاع الشوكي لعدة سنتيمترات. وهي عملية ذات نسبة نجاح عالية بإذن الله تستغرق حوالي الساعتين ويتم بعدها وضع الرقبة في طوق طبي لفترة أربعة إلى ستة أسابيع ويستطيع المريض أو المريضة القيام والمشي بعد العملية في اليوم التالي بإذن الله.
عملية استئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق المنظار؟
وهذه العمليات تم تطويرها في السنوات العشر السابقة في مراكز متخصصة بهذه الجراحات حيث يتم إجراء المئات منها سنوياً بحيث أصبحت عملية روتينية. وهي لا تصلح في جميع المرضى وفي جميع الحالات وإنما في حالات معينة. وفي هذه العمليات يتم استخدام المنظار الطبي لاستئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق فتحة صغيرة في الرقبة. وفي حال رغب المريض في إجراء الجراحة عن طريق هذه التقنية فإنه يجب التأكد من صلاحية حالته لمثل هذه العملية وأيضاً التأكد من إجرائها في أحد المراكز المتخصصة التي تجريها بشكل دوري وروتيني. وإذا ما تم إجراؤها بشكل صحيح فإن نتائجها مماثلة للعمليات التي ذكرناها سابقاً.
كيفية تجنب الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية؟
في الواقع إن المقولة المشهورة بأن الوقاية خير من العلاج تنطبق هنا تماماً وخصوصاً إذا ما لاحظنا أن كثيرا من الناس والأشخاص يستخدمون رقبتهم بشكل خاطئ أثناء الجلوس والقراءة والكتابة واستخدام الحاسب الآلي واستخدام أجهزة الهاتف وهذه كلها تضع ضغوطاً غير طبيعية على الرقبة وعلى الفقرات والغضاريف وتؤدي إلى حدوث الانزلاق الغضروفي. أيضاً فإن عدم ممارسة الرياضة وعدم ممارسة تمرينات الرقبة تؤدي إلى ترهل العضلات وضعفها وسهولة ظهور الانزلاقات الغضروفية. ولذلك فإنه من المهم جداً محاولة تثقيف الذات ومحاولة تجنب الوضعيات التي تضع ضغوطاً غير طبيعية على الرقبة ومحاولة عمل تمرينات بسيطة للرقبة وأيضاً محاولة استخدام المخدات الطبية أثناء النوم والمخدات الساندة لأسفل الظهر أثناء الجلوس والتي تساعد على استقامة القوام وإلى أن يكون الرأس والرقبة في وضعية سليمة أثناء الجلوس لفترات طويلة أثناء القراءة والكتابة واستخدام الحاسب الآلي. كما أنه يجب أن يعتاد الصغار وجيل الشباب منذ البداية وخصوصاً أثناء الدراسة في المدرسة وأثناء الجلوس على مقاعد الدراسة بأن تكون جلستهم صحيحة ولا تضع ضغوطاً على الظهر والرقبة لكي يتفادوا ظهور هذه الأمراض في المستقبل لا سمح الله. ويا حبذا لو قامت الإدارت المدرسية والمسؤولين بإدماج الثقافة الصحية والتمارين الصحية لمنطقة الرقبة وأسفل الظهر ضمن البرامج الرياضية لأن هذ التمارين الرياضية البسيطة للرقبة وأسفل الظهر تساعد على خلق جيل مهتم بصحته وتساعد على إختفاء هذه الأمراض والمشاكل في المستقبل بإذن الله.
الرياض
الخطة العلاجية تبدأ بالراحة والعلاج الطبيعي
د. ياسر محمد البحيري
تطرقنا الاسبوع قبل الماضي الى الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وذكرنا ما هو الانزلاق الغضروفي في الرقبة وما أسباب حدوث الانزلاق الغضروفي في الرقبة ثم تحدثنا عن الأعراض والتشخيص. وفي هذا العدد نتطرق الى العلاج التحفظي غير الجراحي حيث انه عادة ما يبدأ علاج الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية بالخطة العلاجية التحفظية غير الجراحية والتي تتكون من عدة خطوات كما يلي:
1- أخذ قسط من الراحة خصوصاً عند منطقة الرقبة وذلك بتجنب المجهود الذي يؤدي إلى الضغط على الرقبة ويؤدي إلى ثنيها لفترات طويلة مثل الكتابة والقراءة واستخدام الحاسب الآلي لفترات طويلة واستخدام الهاتف لفترات طويلة وغير ذلك.
2- أخذ الأدوية المضادة لالتهابات العضلات والمفاصل والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة للآلام حسب اللزوم. أيضاً يمكن استخدام المراهم الموضعية الدافئة والكمادات الدافئة.
3- استخدام طوق طبي لفترة محدودة بهدف تقليل الحركة في منطقة الرقبة وتقليل التهيج حول العصب الذي تم الضغط عليه من قبل الغضروف المنزلق.
4- عمل جلسات علاج طبيعي بهدف إزالة الألم وأيضاً محاولة إرخاء العضلات المشدودة ومحاولة إزالة الالتهاب في منطقة الغضروف المريض وبعد ذلك يتم عمل تمرينات تقوية لعضلات الرقبة.
5- أخذ جرعات كافية من فيتامين “ب” المركب الذي هو عبارة عن غذاء العصب ويساعد على تقوية العصب ومقاومة الالتهاب الناتج عن ضغط الغضروف عليه.
6- استخدام الوسادة الطبية التي تناسب المريض ويرتاح لها وتساعد على إزالة الآلام والتخفيف من حدتها.
7- الحرص على الجلوس والوقوف بطريقة مستقيمة بحيث يكون الرأس والرقبة مستقيمين ومتمركزين فوق الجذع والظهر ولا يكونان مائلين إلى الأمام كما يفعل الكثير من الناس.
وبفضل الله فإن الغالبية العظمى من المرضى المصابين بالانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية يستجيبون للخطة العلاجية التحفظية التي ذكرناها بنسبة تفوق التسعين في المئة. وقد تستغرق هذه الخطة العلاجية بضعة أسابيع أو بضعة أشهر ويجب على المريض الصبر والتأكد من التمسك والالتزام بالنصائح الطبية وعمل جلسات العلاج الطبيعي وعمل التمرينات والنصائح لتجنب الإجهاد على منطقة الرقبة. كما أنه قد يلزم أخذ الأدوية بجرعات مختلفة ولفترات مختلفة كلما شعر المريض بالآلام. وفي الغالبية العظمى من المرضى تتحسن الحالة مع مرور الوقت. وأهم مؤشر لنجاح الخطة العلاجات التحفظية هو أن تتحسن حالة المريض مع مرور الوقت ولا تزداد سوءاً. وإذا ما زادت الحالة المرضية سوءاً أو شعر المريض بزيادة في الآلام أو بزيادة في الضعف فإن هذا دليل على عدم فعالية الخطة التحفظية وأنه يجب الانتقال إلى خطة أخرى وعدم الاستمرار في العلاج التحفظي مع حدوث تدهور في الحالة. وهنا يجب التنبيه إلى أن بعض المرضى وهم فئة قليلة يستمرون في محاولة الشفاء عن طريق العلاج التحفظي على الرغم من وجود تدهور في حالتهم وهو شيء غير محمود لأنه يؤدي إلى ازدياد تدهور وتفاقم الحالة سوءاً وإلى أن تؤدي هذه الخطة التحفظية إلى نتائج غير محمودة نتيجة زيادة الانزلاق الغضروفي وزيادة الآلام وزيادة الضغط على الأعصاب لا سمح الله.
التدخل الجراحي؟
يصبح التدخل الجراحي ضرورياً عند فشل العلاج التحفظي أو في حال تدهورت الحالة المرضية أو إذا ما كانت حالة المريض من البداية شديدة ويوجد ضغط شديد على الأعصاب وضعف في الأعصاب وفي الأطراف وخطورة زيادة الضعف وتطوره ليصبح شللاً لا سمح الله. في هذه الحالات يجب على الطبيب وعلى المريض مناقشة التدخل الجراحي ليتم رفع الضغط عن الأعصاب وتفادي هذا التطور لا سمح الله. والعلاج الجراحي يتكون من أكثر من نوع من العمليات الجراحية حسب شدة الضغط ومكان الضغط ومدى تأثر الأعصاب. ولكن جميع هذه العمليات الجراحية تتكون من رفع الضغط عن العصب وتثبيت للمنطقة المريضة. ومع التطور في مجال التخدير ومجال الجراحة فإن هذه العمليات جميعها أصبحت روتينية وذات نسبة نجاح عالية تفوق التسعين في المئة بإذن الله. ومثلها مثل أي عملية جراحية أخرى فإن هناك مضاعفات محتملة ولكن يتم قبل إجراء الجراحة وأثنائها أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه المضاعفات بإذن الله.
استئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق التدخل الجراحي؟
وهذه هي العملية الأكثر شيوعاً لاستئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وتتم من خلال جرح عرضي في الناحية اليمنى أو في الناحية اليسرى من الرقبة حسب مكان الغضروف المنزلق وهذا الجرح يبلغ حوالي سبعة إلى ثمانية سنتيمترات تتم من خلاله عملية كشف موقع الفقرات التي يقع بينها الغضروف المريض وتتم إزالة الغضروف المريض وإزالة الضغط من على العصب أو النخاع الشوكي وبعد ذلك يتم وضع قفص طبي صغير مصنوع من مادة التيتانيوم الطبية أو غيرها من المواد الطبية ويتم حشوه بطعم عظمي صناعي ويتم وضعه بين الفقرتين في مكان الغضروف الذي تم استئصاله وإزالته. وفي بعض الحالات يتم اللجوء أيضاً إلى استخدام شريحة معدنية طبية فائقة الجودة لتثبيت الفقرتين اللتين تمت إزالة الغضروف من بينهما. بعد ذلك يتم قفل الجرح وخياطته باستخدام خياطة تجميلية ويلبس المريض طوقاً طبياً لمدة أربعة إلى ستة أسابيع وبعد ذلك تبدأ مرحلة العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الرقبة. وهذه العملية ناجحة في أغلب الحالات بإذن الله لأنها تزيل الضغط على العصب فوراً وعندما يستيقظ المريض أو المريضة من البنج فإن الآلام المبرحة التي تشبه سيخ نار أو سيخ كهرباء في اليد والذراع تختفي بإذن الله تعالى. وعلى الرغم من أن هذه العملية تستدعي دمج للفقرتين اللتين يقع بينهما الغضروف المنزلق مما يؤدي لانعدام الحركة بينهما إلا أنها لا تؤثر على وظيفة العنق ولا تؤثر على حركة الرقبة بشكل ملحوظ ولا تؤثر على أية أنشطة يقوم بها المريض فيما بعد. وفي بعض الحالات التي تستدعي استئصال انزلاق غضروفي في أكثر من فقرة وعندما يرغب المريض أو المريضة بالاحتفاظ بحركة العنق بشكل كامل وخصوصاً إذا ما كانوا صغاراً في السن فإنه يتم اللجوء إلى استخدام الغضروف الصناعي في الرقبة وهو عبارة عن قطعتين معدنيتين يتم وضعهما مكان الغضروف المنزلق الذي تمت إزالته بين الفقرتين بدلاً من القفص الذي ذكرناه سابقاً بحيث ان هاتين القطعتين توفران حركة بين الفقرتين اللتين تمت إزالة الغضروف من بينهما. وهذه التقنية تسمى عملية الغضروف الصناعي في الرقبة وهو فعلياً ليس غضروفا وإنما أجزاء معدنية ولكن توفر حركة بين الفقرتين. وهذه الأجزاء المعدنية باهظة الثمن نسبياً وكما ذكرنا سابقاً في الغالبية العظمى من المرضى لا نحتاج لاستخدامها نظراً لأن عملية الدمج لا تؤدي إلى فقدان أي وظيفة من الرقبة. أما في حالة رغب المريض في الغضروف الصناعي فإنه يمكن وضعه بدلاً من القفص الذي ذكرناه سابقاً.
التدخل الجراحي عن طريق الناحية الخلفية من العنق؟
وهذه الطريقة تستخدم في بعض الحالات التي يكون فيها الانزلاق الغضروفي ليس شديداً ويكون فيها التقوس في الرقبة طبيعياً ويكون الانزلاق الغضروفي في أكثر من مكان ويكون الضغط على النخاع الشوكي. وفي هذه الحالة بدلاً من عمل أكثر من استئصال للغضاريف من الناحية الأمامية فإنه يتم عمل الجراحة من الناحية الخلفية وذلك عن طريق إزالة الجزء الخلفي من منطقة الفقرات ورفع الضغط على النخاع الشوكي وبعد ذلك يتم تثبيت هذه الفقرات التي تمت إزالة الأجزاء الخلفية منها باستخدام شرائح وبراغي طبية. وهذه العملية ممتازة في الفئة من المرضى كبار السن والذين لديهم تضيق في أكثر من فقرة وضغط وآثار اعتلال في النخاع الشوكي لعدة سنتيمترات. وهي عملية ذات نسبة نجاح عالية بإذن الله تستغرق حوالي الساعتين ويتم بعدها وضع الرقبة في طوق طبي لفترة أربعة إلى ستة أسابيع ويستطيع المريض أو المريضة القيام والمشي بعد العملية في اليوم التالي بإذن الله.
عملية استئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق المنظار؟
وهذه العمليات تم تطويرها في السنوات العشر السابقة في مراكز متخصصة بهذه الجراحات حيث يتم إجراء المئات منها سنوياً بحيث أصبحت عملية روتينية. وهي لا تصلح في جميع المرضى وفي جميع الحالات وإنما في حالات معينة. وفي هذه العمليات يتم استخدام المنظار الطبي لاستئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق فتحة صغيرة في الرقبة. وفي حال رغب المريض في إجراء الجراحة عن طريق هذه التقنية فإنه يجب التأكد من صلاحية حالته لمثل هذه العملية وأيضاً التأكد من إجرائها في أحد المراكز المتخصصة التي تجريها بشكل دوري وروتيني. وإذا ما تم إجراؤها بشكل صحيح فإن نتائجها مماثلة للعمليات التي ذكرناها سابقاً.
كيفية تجنب الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية؟
في الواقع إن المقولة المشهورة بأن الوقاية خير من العلاج تنطبق هنا تماماً وخصوصاً إذا ما لاحظنا أن كثيرا من الناس والأشخاص يستخدمون رقبتهم بشكل خاطئ أثناء الجلوس والقراءة والكتابة واستخدام الحاسب الآلي واستخدام أجهزة الهاتف وهذه كلها تضع ضغوطاً غير طبيعية على الرقبة وعلى الفقرات والغضاريف وتؤدي إلى حدوث الانزلاق الغضروفي. أيضاً فإن عدم ممارسة الرياضة وعدم ممارسة تمرينات الرقبة تؤدي إلى ترهل العضلات وضعفها وسهولة ظهور الانزلاقات الغضروفية. ولذلك فإنه من المهم جداً محاولة تثقيف الذات ومحاولة تجنب الوضعيات التي تضع ضغوطاً غير طبيعية على الرقبة ومحاولة عمل تمرينات بسيطة للرقبة وأيضاً محاولة استخدام المخدات الطبية أثناء النوم والمخدات الساندة لأسفل الظهر أثناء الجلوس والتي تساعد على استقامة القوام وإلى أن يكون الرأس والرقبة في وضعية سليمة أثناء الجلوس لفترات طويلة أثناء القراءة والكتابة واستخدام الحاسب الآلي. كما أنه يجب أن يعتاد الصغار وجيل الشباب منذ البداية وخصوصاً أثناء الدراسة في المدرسة وأثناء الجلوس على مقاعد الدراسة بأن تكون جلستهم صحيحة ولا تضع ضغوطاً على الظهر والرقبة لكي يتفادوا ظهور هذه الأمراض في المستقبل لا سمح الله. ويا حبذا لو قامت الإدارت المدرسية والمسؤولين بإدماج الثقافة الصحية والتمارين الصحية لمنطقة الرقبة وأسفل الظهر ضمن البرامج الرياضية لأن هذ التمارين الرياضية البسيطة للرقبة وأسفل الظهر تساعد على خلق جيل مهتم بصحته وتساعد على إختفاء هذه الأمراض والمشاكل في المستقبل بإذن الله.
الرياض